بسم الله الرحمن الرحيم
عمره يومين ، وبلَّغ سبع آيات ..!!!
مدخل: تسلم الإمام من صلاة المغرب ،، قام رجل أسمر ضخم الجسم .. لم يعتد أحدعلى رؤيته في المسجد ،، ربما لندرة حضوره ،، استأذن من الإمام ، اتجهبوجهه إلى المصلين ثم قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، بسم اللهالرحمن الرحيم وبدأ يقرأ سورة الفاتحة آية .. آية حتى ختمها بلهجة مهلهلة، لولا أن السامع يعرف سورة الفاتحة لما فهم من كلام هذا الرجل حرفاواحداً ، بعد أن أتم القراءة أغلق الميكرفون وتوجه إلى مؤخرة المسجد ، صلىالنافلة ثم خرج ، كان الإمام يسارقه النظر حتى أتم نافلته فتبعه ، وفيذهنه مئات التساؤلات ، ما الذي دفع بهذا الأخ لفعل ما فعل ، لا صوت جميل ،ولا نطق سليم ، ولا تجويد ، ولا ترتيل ، المهم أنه لحقه ، فقال له في ذلك: فكانت المفاجئة عندما رد قائلاً : أنامسلم جديد أسلمت منذ يومين ، وقرأت كتابا مترجما عن الإسلام وتبليغه للناس، فوجدت حديثا رائعا ساقني لفعل ما فعلت ، قال الإمام : ما هو قال ( حديث: بلغوا عني ولو آية ) - أظننا نحفظه من الصف الخامس الابتدائي – قالالرجل وأنا أحفظ سبع آيات فبلغتها الليلة .
انتهتالقصة كما سمعتها ، طبعا لن أدخل في شرح معنى آية الموجودة في الحديث ،وهل هي آية من القرآن أو سنة أو هدي أو فرض أو غير ذلك ،،، ولكن أنظر معيبداية إلى رفق حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله ولو آيه ، قال أهلالعلم : بلغوا : تكليف ، عني :تشريف ، ولو آية : تخفيف ، فصلوات ربيوسلامه على الحبيب محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وهنا استأذنكم في وضعنقطتين وشرطة لأفتح سطرا جديدا :-
هلبلغنا عن حبيبنا محمد ولو آية ؟؟هل بلغنا من دين ربنا شيء ، أم إننامسلمون بالوراثة..!!! إن الذي لا يعمل لدينه ويعلمه ويحمل همه ، قد يكونمسلما بالوراثة ،هل تعلمون أن حملات التنصير في إفريقيا يقودها فتيات فيأعمار الزهور ، إحداهن ذات قوام فتان وجمال لا محدود عندما سألها أحدالمبعوثين للدعوة الإسلامية هناك وقد ركبه الهم وكاد يتقهقر عن هدفه الذيسافر لأجله ، قالت أنا من عائلة غنية ولكني أتيت هنا أدعو لديني ، قال لها: إلى متى ، قالت : أُفضل أن يكون قبري هنا ... !!
الإسلامأيها الأحبة قضية رابحة ،، ولكن المحامي قد يكون نائماً ، يزداد العجب منأناس دخلوا في الإسلام للتو وتجدهم يحملون همه ،، ونحن يا من ولدنا مسلمين– والحمد لله – تجدنا مفرطون ..!!! والواجب أن نكون نحن من يحمل الهم ،،،مع أن هذا الدين نُصر بحبشي ، وتركماني ، ورومي ، وكردي ، ونيسابوري ، ...، وليس حصرا على العرب ، فإن لم أقم به أنا وأنت فسيسخر الله له من يقومبه .
مخرج : قال أحدهم : رأيت فيرحلتي إلى الحج منظرا جعلني أوبخ نفسي ،، رأيت رجلا أعمى يحمل مُقعداً ،ويطوفون في المشاعر بجسدين معنا في الدنيا أما روحيهما فأظنها في الملكوتالأعلى ،، لم ينظر أحدهما في الجانب المظلم من حياته بل نظرا في الجانبالمشرق ، قال المشلول للأعمى أنت رجل قوي ولا تبصر ، وأنا مبصر لكني مقعد، فما رأيك أن تحملني وأدلك على الطريق ... ؟؟